السبت

جدد حياتك ، و خرافات عائض القرني ..!!



لم أستطع أن أتمالك نفسي ياحكيم من الضحك بعد أن قرأت مقالة مشعل السديري ورد عايض القرني عليها ، عايض الذي قال بالحرف الواحد : ( مع العلم أن بعض الإخوة أخبرني أن في لجنة جائزة نوبل بعض الأشخاص لا يرتاحون لي، حسبي الله عليهم، الله يجمد الدم في عروقهم، ومن الذي حلّلها لنجيب محفوظ وحرّمها عليّ، ولئن طال بكم عمر لتسمعوا ما يسرّكم، ) و أكاد أقسم ان عايض ان كاد جادا ً ام مازحا ً تبقى جملته هذه دليل على الحرقة التي يعيشها بسبب انتشار الكتاب وعدم حصوله على جائزة نوبل ، فياحيف يا عايض على هكذا عقول ، ان من يقرأ كتب عايض القرني يدرك تماما ً انها مكرره ولا يوجد بها الا الايات و الاحاديث و الروايات ، ولم يفعل عايض شيئا الا الربط بينها بعبارات يستطيع كتابتها اي طالب في المرحلة المتوسطة ، واني اجزم ان انتشار كتاب لا تحزن لن يكون كانتشار كتاب جدد حياتك للغزالي ( الذي بالمناسبة هو النسخة الحقيقية التي استعان بها عايض القرني في كتابة كتاب لا تحزن ) أي ان عايض القرني لم يقدم فكرة جديدة ، بل حتى فقرات الكتاب مقتبسه تماما ً من كتاب جدد حياتك ، حتى في المصادر التي استعان بها الغزالي ( ككتاب ديل كارنيجي - دع القلق و ابدأ الحياة ) نقلها عايض القرني نقل تام دون ذكر المصدر .

هذا بما يخص كتاب لا تحزن ... أما عن باقي كتبه ، فهي لا ترقى عن كونها قص و لزق من القران و السنة النبوية و جمل بسيطه تربطها ببعضها ، لا يوجد من ينكر ان الايات و الاحاديث تضفي جمالا ً على اسلوب الكاتب ، لكن يجب ان يكون كاتبا ً بحق يكتب و يشرح ويطيل ، أما ان يذكر الايات و الاحاديث فهو لم يتعدى كونه ناقل من البخاري و القران .
ربما حسنة عايض الوحيدة هي في السجع الذي يتقنه ، وهو أمر جيد ونشجعه عليه ، لكن لا تستخف بعقولنا يا دكتور وتتباهى بكمية المبيعات بينما في النهاية الفضل الاول و الاخير يعود للغزالي و ديل كارنيجي ، وليتك اعترفت بهذا الفضل ، بل نسبته الى نفسك و توهمت انك صاحب الفكرة وكاتب فذ . عملك كان جيدا ً لا بشهادة مني بل من الجميع ، لكن ألم يكن خيرا لمكانتك و لعقولنا ان تتفضل علينا بالكتابه من بنات افكارك لا من النقل ؟
وهي بالمناسبة ليست المرة الاولى التي يتعدى فيها عايض على الحقوق الفكرية للاخرين ، وان لم تكن سرقة ، فهي دليل على الخواء الفكري الذي يعاني منه ، يريد الشهرة و النجاح ولا يملك من الافكار شيئا ، فيتعدى على الاخرين ويأخذ اسماء مؤلفاتهم بل و فقرات من كتبهم بدعوى الاقتباس . لننظر مثلا ً اليه وهو يكرر فكرته اربع مرات في : 1- تاج المدائح 2- مقامات القرني 3- قصة الطموح 4- شريط صوتي
بعنوان : رأيت امريكا ، هو ذاته مقال السيد قطب الذي كان بعنوان : امريكا التي رأيت
اي انه حذف التي و بدل الكلمات ، لكن (لا تحزنوا ) فالمقال هو هو ، لم يتغير من فكرته او كلامه شيئا ، نقل الفكره نقل تام عن السيد قطب .
قمة التناقض والاستخفاف بالعقول هو بمقال عايض القرني في صحيفة الشرق الاوسط حينما قال : (
وقد أقمت في باريس أراجع الأطباء وأدخل المكتبات وأشاهد الناس وأنظر إلى تعاملهم فأجد رقة الحضارة، وتهذيب الطباع، ولطف المشاعر، وحفاوة اللقاء، حسن التأدب مع الآخر، أصوات هادئة، حياة منظمة، التزام بالمواعيد، ترتيب في شؤون الحياة. ) بينما في موضع له سابق في كتاب " مقامات القرني " قال : ( اللهم احصهم عددا ً واقتلهم بددا ً ولا تغادر منهم أحدا ) إلا ان كان عايض يحب فرنسا ويكره الامريكان ، فهذا امر اخر .
قمة الوقاحة هي حينما يذهب الى بلد يستضيفه ثم يشتمه ويرجع ، يقول القرني :
رأيت امريكا التي نسجوا لها اغلى وسام ** قد زادني مرأى الضلال هوى الى البيت الحرام
وعجبت للانسان مبتور الارادة و المصير ** يحيا بلا دين ولاقصيد ولا هدي منير ** مركوزة قدماه في طين المرارة و السعير ** زيف ٌ من الهالات في قسماته -شعب ٌ حقير- )
قمة الوقاحة أن يتحدث انسان بهذا السوء عن شعب ٍ استضافه فهو لم يتحدث عن حكومته بل عن الشعب نفسه ، يريد ان يتدخل في أدق خصوصياتهم وحريتهم التي لولاها لكان هو و صحبه في السجن ، يتحدث عن المصائب التي فعلتها الادارة الامريكية في زمن ٍ من الازمان وينسبها للشعب الامريكي بل و يطلب من الله ان يمحيهم و يمحي بلدهم لان عايض لا يستطيع ان يدرك ان الادارة الامريكية تتغير وتتغير وجهة نظرها و تصرفاتها كل اربع سنوات ، وياحيف على هذه العقول مرة اخرى يا دكتور .
لكن عزاء الناس هو باقرارك الاخير على أن حياتهم المرتبة التي تفوق حياة العرب ترتيبا ً و جمالا ً( باعترافك ) و توقفك عن التبجح بالماضي ، ففي كتابك كلما تحدث الامريكي عن الاختراعات وما وصلوا هم اليه ، تحدثت انت عن الماضي و الفتوحات الاسلامية التي لا علاقة لك فيها ، فالامريكي يفتخر بالحاضر وما تصنعه يداه ، وانت تفتخر بالماضي وما صنعه الاجداد ، بل و الادهى و الامر عندما يفاخر الغربي انه صنع التلفون و التلفزيون و السيارة و الطيارة ، و تفخر أنت أن أرضك هي مهبط الوحي ، عجبي ، وهل نزول الوحي هو أحد اعمالك الجليلة حتى ترد عليه بمثل هذا الرد السقيم ؟ لكني أحيي فيك القدرة على التغيير لا على التناقض ، فالانسان عندما يعترف بخطأ اقترفه في الماضي و يعود عنه ، يكون قد ابدى مرونه فكرية كبيرة و اثبت انه انسان سوي ، لكن أن يلقي بالتصريحات و المقالات هنا و هناك دون ان يعود عن قوله السابق ، لن يكون سوى انسان متناقض ، وفي موقفك انت نستخلص انك تخشى غضب القوم عليك بقولك : ( أكتب هذه المقالة من باريس في رحلة علاج الركبتين وأخشى أن أتهم بميلي إلى الغرب وأنا أكتبُ عنهم شهادة حق وإنصاف، ووالله إن غبار حذاء محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم) أحبُ إليّ من أميركا وأوروبا مجتمِعَتين. ولكن الاعتراف بحسنات الآخرين منهج قرآني، يقول تعالى: «ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة ) فيادكتور ان كنت على حق فلا تشخى في الله لومة لائم ، واعتذر لذلك الشعب الذي وصفته بالحقير ، لانه ليس حقيرا ً كما تقول بل الحقير هو من يأكل من ارضهم و يعالج ركبته لدى الغرب ثم يصفهم بالحقارة .
بل انظر الى الغرور و التبجح الذي وصل إليه عايض القرني بقوله : ( أكبر شاهد يا إخوان، وقد ذكرت جريدة «المدينة» نقلاً عن هيئة الإذاعة البريطانية، أن صدام حسين كان يصحب في السجن كتاب (لا تحزن) للعبد الفقير (أنا) ولهذا رزقه الله الميتة الحسنة فتشهّد، فمن أراد أن يموت مشنوقاً شريفاً فليقرأ كتاب (لا تحزن) )
يارجل ارحم عقولنا ، لازلت تزايد ، وتتباهى بكون الكتاب المسروق لك ، بل و تزيد عليه ان صدام مات شهيدا ً و رزقه الله الشهادة لانه قرأ كتابك ؟ تبا للغرور و أهله . وان كنت مازحا ً
ياعايض هل منحت صدام حسين صك الغفران وبأنه مات شهيدا ً ؟ بل و السبب هو قراءة كتابك ؟
هل تقولت على الله و استلمت مقاليد السلطة بدلا ً عنه لتعطي صدام حسين التزكية و الغفران لكل خطاياه التي وصلت عنان السماء من قتل وتدمير للعراق و جيران العراق وغفرت له كل قطرة دم سالت على صدور الابرياء الذين ماتوا في عهده ؟ ياحيف .
والحقيقة ان تفسيره لتكرار الكلام في كتبه اذهلني، فعندما سأله شخص في احدى الفضائيات عن سبب كون كتبه ذات طابع واحد ومكرره لا جديد فيها ، رد عليه بقوله : ( وهل تحسبنا مغنيين حتى نأتيكم بالجديد ، الله تعالى كرر قصة موسى في اكثر من موضع في كتاب )
وهذا أمر يحتاج الى وقفة بطبيعة الحال ، فالادباء و المفكرين يأتون بجديد في كل وقت ، وكل صاحب صنعه سيأتي بالجديد ان كان لديه عقل مفكر ، فالأمر غير مختص بالفنانين و الممثلين فقط ، هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى يا دكتور عايض ، ان مقارنتك نفسك بالله لهي أحد أهم دلائل فراغك من الفكر الفهيم لان الله تعالى أنزل قرانا ً واحدا ً وجب فيه التنبيه والتكرار لانه سيبقى خالدا ً على مر العصور ، ففي كل ذكر قصة يلقي الله الضوء على أمر معين يجب الانتباه له ، أما انت يا دكتور فمطلوب منك ان تكون بنفس الصورة التي ترسمها لنفسك ( صورة الاديب ) وأن تأتي كما يأتي الادباء بالجديد ، كان من الواجب عليك ان تتذكر ان الله كرر الكلام في كتاب ٍ واحد سيبقى ما بقيت البشرية ، أما باقي البشر فمن لا يملك فكرة جديدة تفيد الناس فالافضل أن يبقى في بيته مستريحا ً و مريحا ً بدل ان يبادر الناس الى شراء الكتب واحدا ً تلو الاخر ليكتشفوا انه غثاء مكرر ، لدي حوالي 11 كتابا ً من كتبك لم ارى فيه الجديد الا ( هذه عقيدتي ) - وكم ارجو ان يكون من بنات افكارك -
ثم انك شاعر أليس من الواجب ان تأتي بجديد ؟ تصور معي يا دكتور أن شاعرا ً فحلا ً كرر القصيدة 11 مرة ، نفس المعنى بكلمات مختلفة ، ببساطة سنقول له : عد الى بيتك .
فعد الى بيتك يا دكتور

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

ايها المتهكم :
هات عشر عشر ما اتى به عايض (حتى لو كان منقولا ) وعند ذلك قد تكون محقا

غير معرف يقول...

لاتحـزن بقدر وزنك يكون النقد الاثم المفتعل..

"اقتباس من كتاب لاتحزن"