السبت

متطرف ديني و لا ديني


الحكيم : أتصدق أيها المتمدن أن الرازي كان ملحدا ً ؟
المتمدن : الرازي ؟ اممم ... ربما ، لم أعد أصدق كلام العرب ، قد يكون ملحدا ً وقد لا يكون ، كثير من العلماء قيل إنهم ملاحدة ، يصعب التأكد من ذلك دون اعتراف منهم .
الحكيم : قد يكون ذلك صحيحا ً لكن تمجيده للعقل كان مبالغا ً فيه .
المتمدن : لكنه اعترف بأن العقل من نعم الله علينا ، أليس كذلك ؟
الحكيم : زنديق
المتمدن : اسمعني أيها العجوز ، الرازي كان متفوقا ً على غيره من معاصريه ، وكان شديد الذكاء ولا ملام عليه إن مجد عقله ، أليس هو من ابتكر طريقة رائعة في اختيار موقع لمستشفى بغداد ، حيث وضع قطعة لحم في انحاء مختلفة من بغداد و راح يلحظ سرعة تعفنها ، ومن الطبيعي أن يكون المكان المناسب هو أقلها فاعلية للتعفن . قيل ذلك عن ابن سينا حيث قللوا من ايمانه بسبب عشقه للفلاسفة القدماء ، ولا نستطيع أن نعرف الحقيقة ما لم يعترفوا بأنفسهم ، ولا أحسب ذلك مهما ً .
الحكيم : كيف لا يكون ذلك مهما ً وهو أساس كل انسان ، فساد العقيدة يجب أن يكون ظاهرا ً للعيان ، ونكشفه للعوام حتى لا ينخدعوا بأمثال هؤلاء ... وهناك من اعترف بكفره صراحة مثل : الحلاج \ ابن الراوندي \ صادق جلال العظم \ شبلي شميل \ عبدالله القصيمي .
المتمدن : والله و النعم هاهاهاها .
الحكيم : جهنم وبئس المصير .
المتمدن : بعيدا ً عن التعصب في الجانبين الديني و اللاديني ، أعشق شخصية عبدالله القصيمي كثيرا ً
ألف عنه يورغن فازلا كتابا ً بعنوان ( من أصولي الى ملحد ) .
صدرت فتاوي كثيرة بتكفيره .
تعرض لأكثر من محاولة اغتيال
عاش حياته بعيدا ً عن وطنه و ألف كتب تعتبر فريدة من نوعها بسبب جمال الاسلوب وقوة الحجة في أحيان كثيرة ... والأهم أنه كسر القيود و أعلن عن إلحاده في مجتمع ٍ لا يرضى بغير الاسلام دينا ً ، إنه أديب رائع ، عبدالله القصيمي ، سواء إتفقنا معه أو لم نتفق بخصوص معتقداته ، يجب أن نعترف أنه لا يقل إبداعا ً عن من سواه و لقد ظهر بعض المتطرفين لينكروا أدبه بسبب الحاده ، لاشك أن هناك من أصابه الضيق الشديد بسبب ردته عن الاسلام و إنكاره لمعتقد الآباء الأولين ، قال عنه الشيخ إبن عقيل الظاهري : هذا الرجل الذي ألف " الصراع بين الإسلام والوثنية " ممن يؤسف له على الكفر
ما يجب أن نعرفه ان القصيمي ، كحال ملاحدة العالم لم يتحول من الإيمان إلى الكفر فجأة ، إنما ظهرت عليه ملامح الشك و الريبه بخصوص الدين ، فهو حتى قبل إلحاده كان يجادل بأبسط بديهيات الدين ، و كحال المسلمين المتحولين للإلحاد كان الأمر بالغ الصعوبه عليه لدرجة حرمانه من النوم طوال الليل .

الحكيم : القصيمي كان مريضا ً نفسيا ً وهذا سبب إلحاده وإلا لما انتقل الى الضفة الاخرى .
المتمدن : ما حزرت ياعجوز النحس ، شوف هالرابط
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/835D5227-64EE-4F39-B0F5-DBA6D056D573.htm
غير ذلك عندما ينتقل ملحد أو مسيحي إلى الإسلام نقول إنه وجد ضالته وإنها فطرته السليمة ، لكن عندما يخرج أي مسلم من الاسلام يصبح مريضا ً نفسيا ً .. هاها أليس كذلك؟
أما أنا - برأيي الشخصي - إن الملتزمين بالدين في مرحلة معينة في حياتهم هم أكثر الناس ميلاناً للإلحاد ، ولا أدل على ذلك إلا كلام الدكتور محمد العوضي في مقاله له قبل عدة أشهر عندما كان يتحدث عن " ثامر" الشاب الذي تحول من الاسلام إلى الالحاد ، فقال ثامر على لسان العوضي : "ان الالحاد بدايته ذكاء ، والاستمرار فيه غباء "
لا أتفق تماما ً مع هذه الجملة فالغباء و الذكاء لا يجتمعان بشخص واحد لكن العوضي أو ثامر ، مضطر أن يقول إن الاستمرار بالالحاد غباء حتى لا يكون شاهد على ذكاء المخالف ، أنا أرى إنها مسألة شخصية تماما ً قد يكون العبقري مسلم وقد يكون ملحد وقد يكون مسيحي ، فالمعتقدات هذه من أدق خصوصيات أي إنسان، القصيمي لم يكن سوى أحد الشيوخ الذين رفضوا تكرار كلام الأموات و وراثة الدين عن الاباء و الأجداد ، بل إن الجميع كان يشهد بذكاء هذا الشيخ السعودي .
ربما يرى الناس إن إنقلاب القصيمي كان سريعا ً و غريباً ، لكني متأكد أن القصيمي قد عانى الأمرين من أجل الإنسلاخ عن معتقده و تسليم القيادة للعقل ، لا يمكن لمدافع عن الدين ، محب له ، أن ينقلب بين ليلة و ضحاها ، لقد كانت معاناته كبيرة ، و سوف أستشهد بقوله هو لإثبات ذلك :
كان الغرور الديني قد أفسد عليّ كل شعور بالوجود وبجماله، وكنت مؤمنا بأن من في المجتمع لو كانوا يرون رأيي ويزهدون زهدي لوقفت الأعمال كلها، وكنت لا أخالق إنسانا رغبة فيما يتخالق الآخرون من أجله، وكان شعاري في تلك الفترة قول ذلك المغرور المخدوع مثلي :
إذا صح منك الود فالكل هين وكل الذي فوق التراب تراب
فليتك تحلو والحياة مريرة وليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامر وبيني وبين العالمين خراب
وكان يخيل إلي وإلى غروري الديني الأعمى أنه لاقوة كقوتي ، لأن الله معي واهب القوى !
فليقو العالم كما يشاء وليجمع من الأسباب ماطاب له فان ذلك كله لا قيمة له ولا خطر بالنسبة الى من استقوى بقوة الله ).
نعم القصيمي كان يعاني من أجل إبعاد الدين عن نفسه ، وهذا دليل على صدقه و جديته ، لأن اللعوب دائما يسهل عليه تغيير مايؤمن به من أجل شهوة الشهرة أو المال ، فلما يتعذب من أجلها ؟
الحكيم : وما أدراك أيها الطفل المتعصب ، اقرأ كتب القصيمي لتجد قمة التطرف فيها
المتمدن : أنا أدري يا العجوز إن القصيمي كان متطرفا ً في بعض أحواله ، لقد تطرف كثيرا ً عندما كان مسلما ً وكذلك عند إلحاده .
الحكيم : ربما .. خصوصا إن أخذنا غروره في كتاب هذه هي الاغلال عندما أخذ بمدح نفسه حتى إنك تعتقد إنك على وشك أن تقرأ انجيل الثورة ، أعطى لنفسه حجما ً أكبر من حجمه الحقيقي .
المتمدن : لا ينكر ابداع القصيمي الا متعصب جاهل مثلك يا عجوز الخيبة ، ولكن قد يتضح لمن يقرأ أكثر من كتاب للقصيمي إن كتاباته ليست سوى صرخات إنسان غاضب جدا ً فهو يكرر نفسه في عدد كبير من كتبه ، بل انه لو جمع كل كتبه في كتاب واحد ضخم لكفته ، فمثلا كتاب : الانسان يعصي لهذا يصنع الحضارة، كانت فيه افكار جميلة و جيدة جدا ً لكن عدد كبير منها مشابه للكتب السابقة ، فهو يملك فكرة واحدة ويصيغها بأكثر من اسلوب ، وعلى الرغم من أنها تعتبر سلبية ، إلا أنها تدل على إبداعه الادبي بصياغة فكرة واحدة بأساليب متعددة .
أول و أجمل ما قرأت للقصيمي هو " أيها العقل من رآك " كان ممتازاً لأنه سلس وعلى شكل حكم وأمثال تم تجميعها، و الأهم انه تلخيص جيد جدا ً لأفكاره .
الشاهد من ذلك أن القصيمي و أمثاله ، اثبتوا أن ترك الدين ليس بسبب الشهوة فقط ، بل نابع من قناعة داخلية ، قد يسميها البعض " شبهات " .
الحكيم : عن أي شبهات تتحدث ؟ عبدالله القصيمي هو التطرف بعينه ، إنه الحقد على كل ماهو ديني ، كتبه تحمل تطرفا ً واضحا ً و تحاملا ً على الدين وأهله بل و غضبا ً من مجتمعه الذي نبذه . إنه مدمر من الدرجة الاولى ، نقده غير بناء أبداً كما أرى فهو يرى الجماهير مجرد خراف تصرخ باسم الاله المقدس .
المتمدن : لكن هذا لا يمنع إنه ذكر حكم رائعة تكتب بماء من الذهب . هو يتحدث عمن أسلم عقله لرجال الدين أيضا ً و العادات القديمة ، انه صرخة كل صاحب شك و ريبة ، عبدالله القصيمي لم يكن حاقدا ً لمجرد الحقد ، بل حاقدا ً بسبب اليأس . على الرغم أن كلمة حاقد لا تليق بمثله لكنها الحقيقة فهو غاضب من خضوع الناس لسلطة رجال الدين .
يقول مدافعا ً عن نفسه :
- ( ان ما يقوله بعضهم من أنني هدام ، فإنني اقول لهؤلاء: عندما تتهمونني
بالهدم، وتقولون لي قف لا تهدم، فأنتم حينئذ تشبهون من يطلبون من الذين يقتلون الحشرات وجراثيم المرض ومنظفي المدينة، أن توقفوا عن أعمالكم، لأنها اعمال هدمية )
الحكيم : هذا الرجل لم يكن سوى صرخة ألم ... وهذه الحقيقة شئت أم أبيت ، الألم كان مسيطرا ً على كتاباته، إن أي قارئ لكتب القصيمي يستنتج أن كلمة " العقل" استخدمت كثيرا ً في كتبه لكن في الغالب سيطر الألم و الحزن و القلب على اقوال وكتابات هذا العظيم .
المتمدن : لكن يا حكيم ، أنا لا أعتبر هذا نقصا ً فيه ، تحسب له لا عليه ، هل يحتاج البشر حقا ً إلى العقل دائما ؟ نحتاج إلى الغضب و الألم أحيانا للنهوض ، نحتاج لمشاعر الغضب والكره ، أنني أقف إحتراما و تقديرا ً للقصيمي على صراحته عندما قال :
( إن كل دموع البشر تنصب في عيوني، وأحزانهم تتجمع في قلبي، وآلامهم تأكل أعضائي .. ليس لأني قديس، بل لأني مصاب بمرض الحساسية ) !!!
بمناسبة ذكره لكلمة قديس .. قرأت منذ فترة كتاب للفيلسوف نيتشه بعنوان : هو هذا الانسان يقول فيه : إني لأفضل أن أكون مهرجا ً على أن أكون قديسا ً .
و إني أتفق معه تماما ً فلسنا بحاجة إلى رجال دين فهم كالغثاء في كل مكان ، نحن بحاجة لمن يترك برجه العاجي لينظر ماذا يدور في أذهان من يسمونهم " العوام "
يقول القصيمي إنه يشعر بمعاناة كل البشر و يحس بآلامهم لأنه إنسان حساس ، و إني شعرت بالغثيان عندما قرأت لبعض من كتبوا عن القصيمي فكانوا بكل خبث يحورون الكلام و يستغلونها لاظهار القصيمي بأبشع صورة ، قال بعضهم ان القصيمي اعترف انه مريض نفسي بسبب قوله : ليس لاني قديس بل مصاب بمرض الحساسية .
فهذه أخبث تهمة ،إنها دليل فاشل تماما ً وعاجز أيضا ومدلس .
القصيمي له سلبياته و إيجابياته كأي مفكر آخر ، تستطيع أن تستنتج بسرعة من كتبه السبيات و الايجابيات .
الحكيم : من أعظم سلبياته أن هناك بعثرة و اضطراب في كتاباته و الدليل تكرارها و سطحية بعضها ، بل إن بعض الأفكار أجدها جد منحرفة وفاسدة .
المتمدن : لكن يكفي أنها نابعة من قلبه ، وأسلوبه الشيق في الكتابة أيضا مميز . بل إنه طرح حقائق واقعية واصاب الحق في كثير من الامور .
سأذكر بعض الامور التي ذكرها القصيمي في تلخيص : أيها العقل من رآك ، سأحاول شرحها فيما يلي .
يقول : ان الذي لا يعلم بوجودي لا يـُـعد مسيئا إلي ، ولكن المسيء هو الذي يعلم بوجودي و يلعن اعترافه بي ، ثم ينسب الي الشرور والنقائص .
انتهى
المقصود هنا كما هو واضح هو الله ، فإن الذي لا يعلم أو لا يملك اليقين التام لإثبات وجود الله لهو خير من الذي يعترف بوجود الله ثم يقوم بتأليف دين أو نسب الشرور لله كما يفعل رجال الدين أو حتى البابا في العصور الوسطى من صكوك الغفران وغيره .
أجزم أن القصيمي له مقصد آخر أو أكثر عمقا ً لكن لا مجال لشرحه هنا .
يقول : ان الشيخ الذي يلأ لسانه بالله وتسبيحاته ، ويملأ تصوراته بالخوف منه و من جحيمه ، ثم يملأ أعضائه و شهواته بالكذب و الخيانة والصغائر وعبادة الاقوياء لهو أكفر من أي زنديق في هذا العالم .
انتهى
هنا ملاحظة جديرة بالاهتمام
إن كانت الزندقة إبطان للكفر ، فهو على أي حال (كافر)، لكن الشيخ المنافق لهو أكفر منه ، لأنه عَلِمَ بوجود الله و خدع الناس وهو متيقن من دينه ، واستمر بإشباع شهواته ثم بكل وقاحة يشتم الكفار على المنابر ، و يقلل من شأن من يعتنق دين أو فكر مخالف ، بينما هو في سره أسوأ منهم جميعا ً.
يقول : لقد وجدنا ، فأردنا وجودنا ، ثم وضعنا له تفسيرا ً عقليا ً و أدبيا ً .
هنا القصيمي ينفي مقدرة الانسان على معرفة سر الوجود أو سببه ، أو حتى بدايته وكيفيته ، فهو يلغي أي قيمة للحياة ، ذكر ذلك في أكثر من موقع ، لكن يهمني استشهادي السابق بكلامه ، إن تلك الجملة التي قالها ترتبت عليها نتيجة ، وهي إن الإنسان عندما وُجد أراد أن يحيا لكن من الصعب عليه أن يتقبل حقيقة جهلة بمصدر وجوده ، وبسبب بساطة وسطيحة تفكير الانسان الأول نسبها لتلك القوة العظمى التي وضع فيها كل ما يحلم به .
حتى أكون أكثر وضوحا ً .. يريد القصيمي أن يوضح - كما أرى - نقطة وهي : ماذا كانت ستخسر الآلهة لو انها تركتنا للعدم ؟ ولما تلك الحاجة الملحة لدى الآلهة لكي تخلقنا ... فالعبادة ليست سوى تبرير سطحي من فكر سطحي .
لديه جملة تؤيد قولي ، قال فيها : إن هذه الحياة تشبه من وضع في قدميه قيدا ً ذا عقد كثيرة ، ليكون كل عمله و اهتمامه ان يحاول فك هذه العقدة "
ويقول في موضع اخر : ان هذه الحياة أشبه بالسقوط في بئر ثم محاولة للخروج منه "
هنا يستنكر القصيمي أن يكون الله قد خلق البشر من أجل الإختبار و العقاب و الثواب ، إن كان في الإساس يعرف النتيجة مسبقا ً ، فلما يخلقنا ؟
ظهرت تفسيرات سطحية كثيرة وطريفة أحيانا ً مثل : خلقنا لانه يريدنا ان نعبده ، او خلقنا لانه يحبنا ويريد لنا الخير
هذه التفسيرات لن تقنعه بلا شك .
لقد كانت النتيجة هي ما ذكرها الزهاوي الشاعر العراقي في بيتين عن هذا الامر :
لما جهلت من الطبيعة أمرها .. أقمت نفسك في مقام معلل
أثبت ربا ً تبتغي به حلا ً ... للمشكلات ، فكان أكبر مشكل

و يعيد القصيمي ذكر نفس الفكرة بأسلوب مشابه بقوله : إن جميع ما يفعله البشر ليس الا علاجا ً لغلطة وجودهم .
ثم يصف القصيمي سكان السماء بالكائنات البعيدة الصامتة
في هذه النقطة بالذات يريد القصيمي أن يقول - كما أعتقد- أن الانسان هو خالق الله وليس العكس ، ففي علم النفس تقسم حاجات الانسان إلى ضرورية و ثانوية ، الصفات الضرورية هي تلك التي تقهر الانسان ولا يعيش بدونها مثل الاكل و الشرب و النوم و الجنس ، لقد نفى الانسان أن يحتاج الله لأي منها ، لأنها تقهره وتدل على ضعفه .
لكن الحاجات الاجتماعية النفسية في علم النفس التي يسعى الانسان لكسبها طوال حياته وهي : الشهرة ، النجاح ، التملك ، المحبة ... كلها نسبها الانسان إلى الاله الذي يعبده ، ولهكذا يريد القصيمي أن يقول إن الرب ليس سوى نسخة منقحة من رغبات وحاجات الانسان التي في أحيان كثيرة يعجز عن تطبيقها على أرض الواقع .
لقد عانى القصيمي الأمرين من إنكار الناس له ، وإن كان قد حاز على شهرة و تشجيع واهتمام بالغ في كتبه الاولى ، لكن تكرار اسلوبه افقده قيمته ، وصف انكار مجتمعه له افضل وصف نتفق معه فيه سواء كنا مسلمين أو مسيحيين أو ملاحدة ، عندما قال :
ان من أسوأ مافي المتدينيين انهم يتسامحون مع الفاسدين ولا يتسامحون مع المفكرين .
وهذه حقيقة مؤسفة ، فترى ان الخطيب في صلاة الجمعة مثلا يصرخ ويلعن المفكر ويتوعده بالويل ويعتبره العدو الأول ، بينما يكون في غاية الرقة مع الفاسد ، ويدعو له بالهداية ، ذلك ان لديه معه قاعدة مشتركة ، والحقيقة أني أنظر لهذا الهلع والخوف عند المتعصبيين ( وليس المتدينيين كما ذكر القصيمي فأنا أختلف معه بالوصف ) هذا الهلع ليس سوى خوف من ( سحب القطيع ) وهو مصطلح أطلقه على من يمشي بلا إعمال للعقل ، إن المتعصب يخشى كل الخشية من المفكر لأنه يتكلم بعقل و حكمة بينما لا يهتم كثيرا لأمر الفاسد لأنه يعلم انه مهما فسد و استسلم لشهواته فهو عائد إلى الدين لا محالة ، بينما المفكر حتى وإن كان مسلما ً يكفي أن يكون متحررا ً لكي تنهال عليه اللعنات .
لا يهم لدى المتعصب أن تكون أخلاقك حسنة ، يكفي أن تخالفه لكي تكون من جماعة المغضوب عليهم ، ولا يهمه أن تكون أخلاقك سيئة ما دام فكرك يشابه فكره ، وهو ما وصفه القصيمي بوصف دقيق عندما قال : ان المطلوب عند المتدين هو المحافظة على رجعية التفكير ، ولا على نظافة السلوك .
وهذه بعض آراء بعض الشخصيات على عبدالله القصيمي :
قال انسي الحاج:
" اقرأوا القصيمي. لا تقرأوا الان الا القصيمي . ياماحلمنا ان نكتب بهذه الشجاعة! ياما هربنا من قول ما يقول! ياما روضنا انفسنا على النفاق، وتكيفنا، وحطمنا في انفسنا الحقيقة، لكي نتقي شر جزء مما لم يحاول القصيمي أن يتقي شر قوله. يهجم على الكلمة هجوم البائع الدنيا، وتقتحمك كلماته التي لا تتوقف اقتحام الحريق ضد كل شيء ".
" لم يفعل القصيمي شيئا. افكاره موضوعة في كتب، والكتب يجاوب عليها بكتب. معاملة الكاتب بالتدابير البوليسية تصرف جبان ".

يقول ادونيس في مجلة " لسان الحال " 65
:
" لا تستطيع أن تمسك به ـ بالقصيمي ـ فهو صراخ يقول كل شيء ولا يقول شيئا. يخاطب الجميع ولا يخاطب أحدا. انه الوجه والقفا: ثائر ومتلائم، ملتزم وغير ملتزم، بريء وفتاك. وانت عاجز عن وصفه. فهو بركان يتفجر، والحمم كلمات تحرق، لكن فيما تزرع العشب. فهو تيار جامح مهيب من المد والجزر، من الانقراض والانبعاث، مسكون بشحنة الاحتجاج، متناقض ومنطقي، معتم وصاف: كأنه الرمل وقطرة المطر.هكذا تتقاطع في صوته اصداء كثيرة: من هيراقليطس، وحتى العبثية مرورا بنيتشة وماركس،. لكنه يبقى غريبا اصيل النبرة والبعد،حتى ليصعب ان يوصف العربي الذي لايقرؤه بأنه مثقف أو بانه يحيا على هذه الارض.
" عبد الله القصيمي في الفكر العربي حدث ومجيء: حدث لأن صوت هذا البدوي الاتي من تحت سماء المدينة ومكة، صوت هائل فريد. ومجيء لأن في هذا الصوت غضب الرؤيا والنبوءة..."
ابن عقيل الظاهري :
( مفكر مليح الأسلوب، في أسلوبه طراوة، مع ضعف في اللغة، والقدرة على المغالطة والإثارة ، مسرف في الخيال، ومتقن رسم الصور ، أديب ساحر ).
.
.
.
.
.
.
المصادر : 1- اراء الاداب من بحث صخرة الخلاص عن عبدالله القصيمي
2- مجلة لسان الحال ، لقاء ادونيس بالقصيمي
3- علماء العرب

الجمعة

وزورنا كلام الله بالشكل الذي ينفع .. ولم نذكر سوى المضجع ولم نأخذ سوى زوجاتنا الأربع


عاد الحكيم من سفرته الاضطرارية القصيرة ليلتقي وجها لوجه مع شمس الكويت الحارقة التي لا تعرف العدو من الصديق ، كنت قد وعدته بأن أصطحبه معي الى لتناول العشاء في منتجع hilton الكويت بمناسبة عودته من السفر والله يعين على الحساب ، ركنت سيارتي في مكان قريب من البوابة و دخلنا الى المبنى في اتجاه المطعم مرورا بمحلات الملابس والمقاهي ، بعد مرور ما يقارب النصف ساعة وصل الطلب و استأذنت الحكيم بالذهاب لدورة المياه ، لكن عندما عدت كان الـ( جو مكهرب جدا ً) فسألت الحكيم عن السبب
الحكيم ( فاطس ضحك ) : حصل شجار بين فتاتين ها هاها المرأة عدوة المرأة أيها المتمدن ، مهما كان الشجار عنيفا ً بين الرجل و الرجل ،و المرأة و الرجل ، يبقى شجار النساء أعنف و أقوى من أي شجار آخر ... ومن المعلوم أن عداوة النساء شديدة إن لم يتفقن
المتمدن : هاهاها ،،، وهو ما ينطبق علينا نحن معشر العرب يا حكيم
الحكيم : العرب اتفقوا على أن لا يتفقوا فلما العجب. أمران لا يمكن أن يتم اخفاء أي ٌ منهما ، عداوة النساء و عداوة العرب
المتمدن : أضف عليهما الانتقائية العربية ، التي لا تخفى على الأعمى كما قال الفيلسوف السبعاوي ( مشتق من رواية سبعة ) بأننا أفضل شعب يطبق نظرية الانتقائية ، نحن ننتقي كل شئ في حياتنا بجرعات زائدة عن الأمم الأخرى حتى في أكثر الأمور التي نقدسها ، ألم نطبق من الدين ( الزوجات الأربع ) ونرتكب باقي الجرائم التي حرمها بل والبعض لا يفكر حتى بالصلاة على الرغم من ايمانه بكفره لو تركها ؟ ألم تطالب النساء بالمهور و المصروف الذي كفله الاسلام لها و تتغاضى عن حق زوجها في في الزواج من أخرى ؟ ألم يطالب الشباب بـ السيطرة على الاخت و الزوجة و الابنة و حرمانها من معاشها وخروجها و عملها ، لكنه يتغاضى عن أمر مهم في الزواج وهو أن المهر الذي يدفعه و الارتباط على المذهب السلفي يكفل للمرأة حق الاضراب عن العمل إن لم يكن بإرادتها ؟ أم أن رجال الدين اليوم يركزون كل التركيز على ضرورة طاعة المرأة للرجل ولا يتحدثون عما في الكتب من ضرورة أن يوفر الرجل للمرأة مأكلها و مشربها ؟
هذا بخصوص الدين فما بالك بنظرتنا لأنفسنا ؟ إننا أعداء أنفسنا قبل أن نكون عدو أحد ، ألم نغفر لفريدريك نيتشه خطاياه و أدخلناه مكتباتنا و أسواقنا وطار به الشباب على الرغم من أنه يرفض تقديس الدين و رجاله و يرى أن الله قد مات في قلوبنا و إن الانسان الخارق مستعد لحكم العالم . لكننا و إن غفرنا لنيتشه لا نستطيع أن نغفر لتركي الحمد عندما قال على لسان أحدى شخصيات الرواية :" ان الله و الشيطان وجهان لعملة واحدة " ، يبدو أنها العقدة العربية في معاداة كل تحرر عربي و استقبال أي موجة غربية ، إنهم لا يحاسبون توفيق الحكيم عندما قال في مسرحيته " عصفور من الشرق" على لسان إحدى الشخصيات كلاما ً لا يليق عن الله تعالى .
على الرغم من أن تركي الحمد و توفيق الحكيم في موقف واحد تماما ً كلاهما تحدث بما لا يليق عن الله تعالى على لسان شخصية متحررة فلماذا يحاسبون تركي الحمد ولا نجد لتوفيق الحكيم من محاسب ؟ يوما ً بعد يوم يزداد يقيني ان الدين أفضل قناع يمكن أن تعبر من وراءه عما يجول في خاطرك بلا خوف أو قلق .
عندما يقول أحمد البغدادي بأن الرسول عليه السلام قد فشل في دعوته في مكة المكرمة ، نعتبره مجرم خطير متعدي على الشريعة و يستحق العقاب لانه كاشف لأوراقه ومقر بعلمانيته ، لكن عندما يقول نفس العبارة رجل مقنع مثل عمرو خالد تتغير الاراء ونغفر له ولا نقوم بنفس الصجة التي قمنا بها على البغدادي بل والبعض يعتبره مجتهد ، وعندما يقول طارق السويدان : " أنا لا أؤمن بالسحر " لا يتحدث أحد عن تكذيبه لصريح القرآن ولا نرى تلك الحملة الشرسة عليه كما فعلنا مع الآخرين ... والسبب ؟ ذلك القناع العجيب .
عندما يقول أحمد البغدادي :" لا أريد أن يدرس أبني القران على حساب الموسيقى يصبح من دعاة التمرد و الكفر لا توبة له عندنا ، على الرغم من أن أبسط حقوقه هو اختيار نوع التعليم لابنه . لكن محمد الثويني في برنامج " الحياة حلوة يا شباب " كان يقول لأحد الشباب :" لا تدخل كلية الشريعة فلسنا بحاجة للمزيد منهم بل ادخل العلوم الدنيوية " يتم السكوت عنه على الرغم من أن نصيحته هذه موجهه لعموم الشباب ، فلماذا نعاقب الأول و نتجاهل الثاني ان علمنا ان البغدادي يتحدث عن حياته الاسرية لوزارة التربية ويعبر عن رفضه لقانونها الجديد وهذا حقه كمواطن في بلد يدعي الديموقراطية .
ماذا لو كتب البغدادي مقالا يقول فيه : توجهوا للعلوم الدنيوية و اتركوا كلية الشريعة ... ماهي ردود الأفعال يا ترى ؟
إننا نتسامح مع الفلاسفة الذين يعتبرون وجودنا مأساة نحياها ، بل ونمجدهم حتى في مناهجنا ، لكننا لا نشبع أبدا من السخرية على عثمان العمير الذي حاول أن يلقي على البشرية شعاع من أمل في استمراريتها الابدية عندما قال إنه يؤمن أن العلم قادر على التوصل الى علاج لانهاء الموت . اذن نحن نمجد من يرى أن حياتنا مجرد مأساة ونسخر ممن يرى امكانية علاج الموت .
الحكيم : ولا ملام عليهم ، ففكرة علاج الموت هي قمة الجنون يا متمدن ، مهما تطور الطب لا يمكن علاج الموت .
الحقيقة يا حكيم اني لا أؤمن بأن الطب سيتوصل الى علاج للموت بل إني أرفض الفكرة لأنه يكفيني عمر الندى لكن ماهو الداعي لتسفيه أحلام الاخرين ؟
ياعزيزي ان الانتقائية العربية ملاحظة جدا ً ، يستخدمها أكبر داشر و أعقل العقلاء فكل طعامك أيها الحكيم وكفى .

الاستعمار الصحوي خليفة الاستعمار الأوروبي ، شر خلف لشر سلف


الحكيم : قرأت في الجريدة اليوم أن روزا بارك توفيت 2005 و قد نشروا مسيرتها في تحرير السود في امريكا . سبحان الله الذي وضع قوة التغيير في مخلوقة ضعيفة.
المتمدن : بداية التحرر في كثير من الأحيان هي نتاج عمل فردي ، أو مجموعة صغيرة لا حول لها ولا قوة ، مارتن لوثر كمثال وقف لوحده أمام تسلط الكنيسة الكاثوليكية ، كذلك روزا بارك التي مهدت الطريق لمارتن لوثر كينغ من أجل تحرير السود ، و حادثة حرق العباءة في الكويت في مطلع الخمسينيات التي شاركت بها مجموعة من فتيات الكويت منهم فاطمة حسين التي ألفت رواية " أوراقي" تحدث فيها عن التغيير الهائل الذي حدث في الكويت بالنسبة للمرأة وكيف كانت هي من ضمن الدفعة الاولى للمبتعثات في القاهرة .
الحكيم : لا تقلل من شأن الثورات أيها المتمدن ، أولم تحقق التحرر من الاستعمار الاوروبي على يد الجموع من المواطنين ؟
المتمدن : هاها !! الأمر ليس بالتحرر من الاستعمار ، بل من هو المستعمر ؟ عندما كانت فرنسا تقول إنها هي المستعمر ، استطاعوا التخلص منها ، لكن عندما يأتيك الذئب في ثوب الحمل الوديع يصبح الاستعمار لذيذا ً و مطلوبا ً أليس كذلك؟
الحكيم : كيف ذلك يا رعاك الله !
المتمدن : لدي سؤال ياحكيم : ماهو الفرق بين الاستعمار الاوروبي و الاستعمار الصحوي المتأسلم؟ كلاهما نتن لكن الأول أتى بـ(وجوه سمحة) و الثاني بوجوه (تسد النفس )، الأول نحاربه وجها لوجه ليخرج مهزوماً من الجزائر - مثلا ً - ، أو صلحا ً كما في الخليج ، بينما الإستعمار الصحوي يأكل جسد المجتمع مثل السرطان بعد أن أعطانا أفيون اسمه "الدين" كستار لكل أفعاله ، أنت تعلم أن الأوروبي يستنزف دمك ، لكنك لا تعلم أن الصحوي يفعل أسوأ من ذلك تحت ستار الدين ، يحدون من حريتك الشخصية فتهتف لهم كالببغاء : طبقوا شرع الله ، على الرغم من أنه شرعهم وحدهم لا شرع الله . لماذا نحتفل كل سنة بالإستقلال ، عجبي ، الإستقلال من ماذا بالضبط ؟ نحن ما زلنا مستعمَرين لم نتحرر ، فالحرية هي أن نكون قادرين على قيادة أنفسنا لا أن يقودنا أحدهم إلى الهلاك والحقيقة اني لا أتمنى ان تتحرر هذه الشعوب الآن ، ماذا سيحدث إن حبست رجلا ً سنوات طويلة في السجن ، ثم حررته فجأة بلا قيد أو شرط ؟ لن يحدث إلا أمرين -1- إما أن يعود الى حبسه الذي اعتاد عليه و سيسمي هذا حرية بل و سيجرك جرا ً إليه -2- أو أنه سينطلق للملذات بلا قيد أو شرط باسم الحرية ، وفي كلا الحالتين هو لم يعرف معنى الحرية بل يعرف التطرف فقط . لذلك اصنع أولا دولة علمانية ثم فكر بجلب الديموقراطية .
الحكيم : قد تكون الحرية محدودة الآن لكنها حتما ً ليست كما هي في بداية القرن الماضي ، وقوى الاستعمار الكبرى تسيطر على العرب بلدا ً تلو الاخر .
المتمدن : لا فرق عندي ....... في البداية كان الاستعمار عثماني ملئ بالأمراض و الأوجاع و التخلف
ثم الإستعمار الاوروبي بجميع اشكاله
ثم إستعمار الحركات القومية التي قتلت الشعوب و بالأخص في العراق و ليبيا ومصر
والآن يأتي الإستعمار الصحوي
ما الحكمة إذن من الاحتفال بالإستقلال إن لم نذق يوما ً طعم الحرية ؟
وهو ما يدعم نظرية الإنتقائية العربية ، لأن الإستعمار الغربي بالنسبة لهم هو الإستعمار الحقيقي الذي يقتلهم بينما الإستعمار العربي مسموح له بحجة أنهم مسلمين ، ولا مثال على ذلك إلا موقفهم من الغزو العراقي على الكويت حيث أن الغزو العراقي الاسلامي يعتبر أفضل بكثير من تحرير البلد على يد الامريكان ( الكفار ) ، كذلك الحرب الامريكية على العراق جعلوا لها قاعدة غريبة تقول: أن يسقط صدام : نعم
أن تسقطه أمريكا : لا
أي أنهم لا يريدون أن يرحموا العراقيين ولا يتركوا رحمة الله تنزل ، و أعتقد أن المآسي التي تحدث في العراق الان والتي يتحمل الامريكان جزء منها ليست سوى نتيجة حتمية لاهمالنا ، من لا يريد أن يسقط الطاغية ، سيأتي طاغية آخر يحكمه .
كذلك جمال عبدالناصر الذي كان يضربهم بالجزمة وهم يهتفون له ، أو حتى معمر القذافي . إنهم أصحاب الشعارات القومية الاسلامية الفارغة حتى إني بدأت أقتنع أن الليبرالية لا تنفع أبدا مع العنصر المتشدد ، في الستينات وضعت الكويت أسس الدولة الحديثة الديموقراطية ، فأتى العنصر المتشدد الذي لا يؤمن أصلا بالديموقراطية بل يعتبرها أحد أنواع الكفر ، و يصل من خلالها الى سدة الحكم ( ولا أعني حكم الدولة بل الحكم المستور كما يحدث في المملكة العربية السعودية ) ، بعدها ستكون الديموقراطية أول مظلوم يتم اعدامه على يد هؤلاء ، لقد أتوا و قلبوا موازين الأمور فمنعوا التعليم المشترك وحرموا الاحتفالات ، لينقلب دور المجلس من بعد أن كانت مهمته إيصال هموم المواطن المعيشية و محاسبة الوزراء ، الى إيصال هموم العنصر المتشدد بحجة حرية الرأي ، وأكبر همومهم هي : ألعاب البلي ستيشن و الاختلاط و الحفلات . المجلس لا ينفع وحده كما ذكرت ، ولكننا كالمستجير من الرمضاء بالنار ، إن أبقينا على المجلس ( ناشبونا هالمطاوعة ) ولا حياة لليبراليين بو طقة ، وإن أزلناه أكل الوزراء المال العام .
لكن لا أقول إلا هذا الدعاء ، ومن الله الإجابة : يارب ضع حب الجهاد في قلب كل صحوي ، ليأخذ كل منهم حزامه الناسف و يفجر نفسه في أفغانستان و العراق ، ولا تبقي منهم أحدا ً ، ومتعهم بالحور العين ليتركوا الارض الملعونة والدنيا الفانية لنا .

الأربعاء

الخير و الشر ... ثم ماذا ؟



"أغبى عمل هو تصنيف الناس بين الطيب و الشرير .. دعونا نعترف ان الشر والخير يمكنهم السكن جنبا الى جنب في قلب واحد"
صديقي الحكيم لديه نظرية تقول إن الخير ليس سوى ملاك ، و الشر ليس سوى الشيطان ذاته ، وهي حقيقة يرى أنها مستخلصة من الدين نفسه
وأني على الرغم من شعوري بالوحدة لسفره الاضطراري إلا أني سأكمل الكتابة هنا لأوضح رأيي بهذا الخصوص فربما هناك من يؤيده وقد أكون مخطئا ً فيعيدني أحد ٌ الى الصواب .
نحن لسنا ملائكة و لسنا شياطينا ً أيضا ، إن الشياطين التي نعرفها ليست سوى الجانب الشرير من نفوسنا ، و الملائكة ليست سوى الجانب الطيب فينا ، مع مرور الوقت فصلناهم عن بعضهم وجعلناهم كائنات مستقلة بل و أعطيناها السلطة للتحكم بأفعالنا و طريقة حكمنا على من حولنا ، فنصنف الناس ب : "هذا شرير و هذا طيب" ، فقد تقابل انسانا قاتلا ً ، لكن ليس بالضرورة أن يكون شريرا ً ، إنه شخص تعرض لموقف أنت تجهله جعله يرتكب جريمة أنت لا تعرف ماهيتها أو الظروف التي ارتكبت فيها ، كون الانسان قاتلا لا يجعله شريرا ، لكن لنقل إن القاتل إن لم يكن إنسانا ً طبيعيا ً ، أي أنه يقتل بدم بارد وكأنه يتناول العشاء فهو بحاجة ماسة الى العلاج النفسي ،،، أو ربما حبل المشنقة ، لست متأكد لكنه حتما ً لا يمثل الشر المطلق .
فالخير و الشر ليسا كائنيين منفصليين بل نظرتنا لها هي نتاج طبيعي لموروثات إنسانية نتوارثها من أمم سابقة ، ونحن إمتداد لها ، السلوك الانساني تمت ملاحظته منذ الأزل ، لا من علم الانثروبولوجيا ( علم دراسة الانسان ) بل من الفرد البشري نفسه ، ولكن لنقل انه لم يكن علما ً قائما ً بذاته إلا بعد أن ظهر من جعل هذا المجال تخصصا ً له ، إذن فالسلوك الإنساني تمت ملاحظته منذ الأزل ، و الخير و الشر ليسا سوى أمر نسبي جدا ً بين الشعوب فما يعتبره شعب ما خيرا ً قد يكون شريرا ً عند الاخر ، يمكن معرفته عن طريق مراقبة السلوك الإنساني اليومي ، نحن نقوم بآلاف الأعمال التي يمكن تصنيفها بـ : الجيدة و السيئة ، لكنها لا تجعلنا أناس جيدين أو سيئين .
لماذا لا يكون الراهب إنسانا ً سيئاً ؟ إن تمسكه بعقيدته ليست دليلا ً على طهارة نفسه مثلما السارق لا يعد شريرا ً فسرقته ليست دليلا ًعلى خبث روحه ، إننا ندرك هذه الحقيقة في حياتنا اليومية وستجد أن أغلبية الناس يتحدثون عن هذه الأمور بشفافية أكبر بل و يقرون بهذه الحقيقة ، لكن قلة هم المدركين أن أفعالهم تناقض أقوالهم ، لنأخذك أنت كمثال ... ألا تعتبر ألد عدو لك يعبر عن مكمن الشر ؟ كثير من الناس يعتبرونه كذلك .. ولماذا ؟ ببساطة لأنه يؤذيهم لهذا هو شرير ، الآن انتقل معي إلى الطرف الآخر من الجزيرة وانظر إلى هؤلاء الناس .. نعم .. إنهم يعتبرون عدوك أطهر ملاك ، إنهم أهله و أحبابه و شلة الأصدقاء . فكيف يمكن أن نوازي بين الأمور ونعادل بين الموقفين !!؟ إنه ببساطة يجمع الخير و الشر في قلبه لأنه انسان . وقد يبدو هذا الكلام بديهيا ً للمرة الأولى ولكن من منا يطبقه حقا ً من خلال عدم تشويه صورة عدوه وجعله الشر المطلق ؟
أبسط أمرين في هذه الحياة يشكلون أفكارنا ببساطة في بداية حياتنا
-1- الافلام الكرتونية
-2- الدين
أحدهما ظلمناه ، و الآخر ظلمنا
ولكي أكون أكثر وضوحا ً لنأخذ الأفلام الكرتونية أولا ً ، الافلام الكرتونية وما أدراك ما الأفلام الكرتونية ، إنها أول من أقنعنا أن هناك خير مطلق و شر مطلق ، أليس البطل في الافلام الكرتونية هو ذاك الشجاع المغوار الذي لا يخطئ بحق أحد ولا يقتل ولا يسرق ولا يجرح شعور الاخرين و يحب الفقراء و المساكين ، طيب القلب ، طاهر الروح ، حسن الصورة والاخلاق معا ً . ومن هو الشرير في تلك الافلام ؟ أليس هو القبيح الذميم الذي يستخدم قوته في ضر الاخرين لكنه جبان في الداخل ، إنه الذي يؤذي الناس و يجرح مشاعرهم قاتل سارق يكره الناس جميعا ً ولا يحب الا نفسه ، خبيث و خائن .
هذه الصورة تجعل الطفل يكبر وهو يرى أن من يسرق هو شرير بالضرورة ( وان كان لمرحلة معينة ) بل إنها تجعل الطفل يرسم صورة لنفسه قد لا تكون حقيقية ، فلو أخطأ هذا الطفل قد يعتبر نفسه من ضمن الأشرار . أنا لا أقول أن لها تأثيرا ً بالغا ً على مجرى حياتنا ، لكن حتما ً لها علاقة في رسم صورة الخير و الشر في نفوسنا تجاه الاخرين .
أما بخصوص الدين فهو الذي حاول رجال الدين لقرون طويلة أن يطبقوا عليه مقولة بوش : من ليس معنا فهو ضدنا .
قبل أن أنتقل لرجال الدين أود أن أبين الصورة التي أرى فيها الأمور بخصوص الخير و الشر من المنظور الديني : يفسر الكثير من الناس مفهوم الخير و الشر بمنظور ديني خاطئ ، لأن الخير و الشر ليسا فقط ملائكة و شياطين ، بل هما نوع جديد يسمى : الجنس البشري وهو ما يجمع الخير و الشر في جسد واحد ، لسنا أشرارا نقوم بأعمال سيئة طوال الوقت ، و لسنا بملائكة تتفانى لفعل الخير في حياتها .
أما رجل الدين فهو يتحدث عن العصاة وكأنهم سيذهبون إلى جهنم لا مفر منها إنه لا يكل ولا يمل من الحديث عن عقاب الله و جبروته و جهنمه لكنه قليلا ما يحدثنا عن رحمته وجنته ، ولنكن أكثر دقة في وصف حال بعض رجال الدين تجاه الخير و الشر ومن ليس معنا فهو ضدنا ، إنهم يتسامحون مع العاصي بل و الكافر ، لكنهم لا يتسامحون مع المفكر الحر وإن كان متدينا ً ، لأنه حتما ً يمثل تهديدا ً حقيقيا ً لهم و ربما يحد من سلطتهم وهذا ما لا يجب أن يحدث في عالمهم ، لذا نلاحظ شن الحملة الهوجاء من بعضهم تجاه العلمانية و الليبرالية بوصفها شرا ً مطلقا ً أسوأ من ملل الارض مجتمعة ، اذن الامر ليس هو ان عدونا شرير ، بل لأنه يهدد مصالحنا ، والأمر ليس اننا نحن أناس أشرار بل اننا نتعامل مع العالم من خلال طبيعتنا البشرية التي تحمل الخير و الشر معا ً .
الى لقاء قريب

الجمعة

الدنمارك تسبح لله لجعله اعداءها من الحمقى

أعمال الشركة لا تنتهي أبدا ً ، الوقت مزدحم بالاعمال التي يجب أن أنهيها قبل نهاية اليوم لذا طلبت من السكرتير أن لا يحول لي أي مكالمة ولا يدخل أحد علي لكني تركت تلفوني الشخصي مفتوحا ً تحسبا ً لأي أمر طارئ . واذا بالحكيم يتصل ، ان البطالة أمر مزعج خصوصا لكبار السن ، يبحثون عن أي عمل يشغلهم حتى يشعروا انهم أحياء ، خصوصا في الفترة الصباحية و في حالة صديقنا الحكيم ، انا شغله الشاغل وياحسرتي، التلفون يرن ... مرة .... مرتين ... أكثر .. أنه لا يتوقف رغم تجاهلي له و هذه الرنات سببتلي الصداع .
أنا : ( بغضب ) ألو
الحكيم : الله أكبر أيها المتمدن الله أكبر
- وش عندك ياعجوز النحس
- الدنمارك ، انها الدنمارك ، فجروا سفارتها و سقط الكثير من الضحايا .
- الله اكبر ، قرأته في الصباح و تالله إني بكيت حتى اختلفت اضلاعي ... أتعتبر هذا خبرا ً مفرحا ً يا عجوز النحس ؟ أتعتبر قتل الابرياء أمر مفرح ؟
- وما الذي يحزن فيه ؟ أولم يستهزؤا بالرسول الكريم ؟ وجب علينا المقاطعة و الجهاد
- تلك الرسوم يا حكيم كان من المفترض أن تكون صرخة نداء لنا لتدارك ما يمكن تداركه من صورة الاسلام التي شوهها الهمج من اهل الارهاب و ضرورة اندماج المسلمين المجنسين في العالم الغربي ، الرسوم كانت تعبر عن صورة رسمها المواطن الدنماركي البسيط في عقله قبل ان يرسمها على الورق عن الاسلام و المسلمين بسبب التفجيرات التي حدثت في الولايات المتحدة الامريكية و لندن و اسبانيا ، ورد فعلنا كان يجب ان يكون أرقى من الهجوم الارهابي هذا او المقاطعة الفاشلة ، مافائدة المقاطعة ان كنا نعلم سلفا ً انها لن تنفع ؟ الا وش اخبار المقاطعة السابقة ؟ سمعت انها أبكت الدنمارك و انهار اقتصادها ، و يتمت أطفالها ، وقد أعلن مليونين منهم الدخول في الاسلام .. أصحيح هذا يا حكيم ؟
- دع عنك الاستهزاء فالمقاطعة لا زالت مستمرة
- على خير !! منت بعاقل ياحكيم ، اغلب التفجيرات تكون في دول اسلامية و الضحايا احيانا يكونون من المسلمين فابحث عن رأس الافعى يا حكيم ابحث عن رأس الافعى .
هذا أولا ً .. أما ثانيا ً و الأهم أنك استقطعت من وقتي الثمين الكثير يا عجوز الخيبة على شأن دولي لا ناقة لي فيه ولا بعير ولا حتى صخلة .
- من لم يهتم بـ .....
طوط طوط طوط

وش بلاهم ؟

صوت الصحفي صلاح الساير المنبعث من التلفزيون يبدد هدوء المكان الذي وددت أن يستمر الهدوء فيه لولا إصرار الحكيم على مشاهدة برنامج عن ماضي الوطن ، حسبته مهتما ً بحق بما يقوله المذيع إلا أنه ..... يحك رأسه و يقلب عينيه و بيده الاخرى يمسح لحيته التي تشابه لحية العنز و أكاد أجزم أن الدهر لو أبقى لديه أسنانا ً لقطّع بها شفتيه .
تناول الريموت كنترول و اخفض صوت التلفزيون .
الحكيم : أتعلم أيها المتمدن ... لقد بلغت من العمر عتيا حتى نسيت أصلي وفصلي .
أنا : ( أًقلب صفحات الجريدة ) :
- سجل تميمي
- ماش .. مو ماشي سوقهم ، ناوي اسطو على نبي ، اختر لي نبي من أنبياء الله .
- ابد ، غير ال البيت مافي ... الخميني مهوب أحسن منك.
- ألم تلاحظ أيها المتمدن خصلة يمتاز بها شيعة آل البيت
- وهي ......
- لم أرى شيعيا ً يوما ً ليس من سلالة النبي عليه السلام ، حتى حسبت ان ال بيت الرسول لم يخلفوا الا العجم ، كلهم في ايران وسبحان الله ، وجميعهم ينقال لهم قدسه الله
- قدسه الله تنقال لكل معمم ، و لا تنسى ان 50% من الشيعة معممين ، و 99% منهم من ال البيت ، و مع اني احترمهم كثيرا ً اكثر من الصحويين لكن الخرافات وصلت لعنان السماء .
- أيها المتمدن انا هنا اتكلم عن تلك الفئات التي تحلم بالسيطرة على المجتمعات وليس كل سلفي او شيعي لان السلفي الذي يحترمني ويحترم وجودي فمن الطبيعي أن ابادله الاحترام ،على كل ٍ ، التخريف وارد في كل ملة ومذهب ، و العقلاء وحدهم من السنة و الشيعة و المسيحيين سيجدون (صرفة ) .
- عن أي صرفة تتحدث يا حكيم ؟ 1400 سنة ولا زالوا يتناقشون في مسألة مات أهلها و انتهت ، من أولى بالخلافة علي أم ابا بكر ؟ لا حل للاقليات الدينية في العالم العربي ( كالشيعة ) والاقليات في بلاد فارس ( السنة ) والا بوجود دولة مدنية لا تحتكم الى مذهب دون آخر . وليس كما يحدث في ايران و المملكة العربية السعودية من تسلط رجال الدين على الاقليات حتى حرموهم من المناصب العليا لانهم " روافض " او " وهابية " . و لك في كتاب غازي القصيبي عبرة ، "أبو شلاخ البرمائي " ، في حوار بين رئيس الولايات المتحدة الامريكية السابق رونالد ريجين و ( تميرين ) احد شخصيات الرواية :
تميرين : يا رون ! جئنا مندوبين عن الحزب الجمهوري الامريكي في المبرز
رونالد : ما شاء الله ! عندكم فرع للحزب في المبرز ؟
تميرين : فرع نشط
رونالد : ماذا عن الديموقراطيين ؟
تميرين : لا يؤيدهم الا نفرين او ثلاثة من الشيعة .
رونالد : الشيعة ؟ عساكم ما تضطهدونهم ؟
تميرين : اضطهاد ما في ، نحن لا نؤاكلهم ولا نجالسهم و لا نصافحهم ولا نصاهرهم ولا نوظفهم ولا نرد عليهم السلام ، فيما عدا ذلك هم اخواننا في الوطن و الدين .
رونالد : هذا هو التساوي بعينه .

انتهى .
اظنك فهمت المغزى يا حكيم

عرب ماركة درجة أولى ، ودرجة عاشرة

جلس الحكيم يوما بعد ظهر يوم ٍ ممل وكئيب من أيام شهر يونيو الحارة يتصفح جريدة النهار ، بينما كنت أُقلب قنوات التلفاز التي لا حصر لها ولا فائدة لها أيضا :
الحكيم : بائسة بائسة بائسة ، كل اخبار الجرائد بائسة ، لبنان يؤكل من كل جهة
أنا : آه يا حكيم أقسم ان الارهابيين جعلوا الانسان اللبناني يعرف ان الله حق بعد أن كان يعتبر الخليجيين همجا ورعاع .
- لبنان جنة الله في الارض أيها المتمدن و لكنها الان أصبحت معقلا للصراعات الطائفية ، و أنت تعلم بلا شك اني من دعاة الوحدة العربية فصدقني لو تكاتف العرب لنصرة لبنان لانتصروا .

- هاها ، فلما لم يتكاتفوا من أجل فلسطين ؟ لا أقول الا كما قال بو شلاخ : (قبل أن يقوم أي تقارب حقيقي بين العرب يجب أن نكون عربا ً من درجة واحدة ، لا عربا ً من الدرجة الاولى ماركة مدن ، و عربا ً من الدرجة العاشرة ماركة صحاري ، عرب المدن اعترفوا باسرائيل ولم يعترفوا بنا . حضاريون يصالحون حضاريين . مادخل البدائيين في المسألة ؟ )
- لما كل هذا التحامل على العرب أيها المتمدن ؟
- هو ليس تحاملا ً وأنا لا أكره أحدا ً ، ولكن من غير المعقول أن يحتقرونا على الرغم من أننا لم نؤذ ِ أحدا ً كل ذنبنا هو الاتجاه للجهة المعاكسة لرأيهم الميت ، أي وحدة تلك التي حررت فلسطين ؟ تخيل معي لو أن الكويت رفضت مساعدة امريكا بسبب الوحدة العربية ، سنكون الان في سجون أرضية ، هذا إن بقينا على قيد الحياة .
قبل أن تتم أي وحدة عربية يجب أن ينسى مغروري الامس تلك التقسيمات السابقة ، الوضع أصبح غريبا ً عجيبا ً ففي ثلاثينات و أربعينات القرن الماضي ، كنا نحن أبناء الصحراء عرب درجة عاشرة ينظرون لنا على أننا أنصاف بشر و أنصاف حيوانات ولسنا سوى حميرا تحمل أسفارا ، بل ان بعض أدباء العرب كانوا يقولون كيف يعطي الله النفط لهؤلاء الغوغاء ، وكانوا هم عرب درجة أولى ، ولكن بعد ظهور النفط و انتعاش الحياة الاقتصادية لدول الخليج ، وبعد اختفاء الادباء الذين كانوا أحد أهم مصدر افتخارهم بانفسهم " توفيق الحكيم - عباس العقاد - مصطفى محمود - مصطفى أمين - محمد حسين هيكل - السباعي " و كذلك بعد اختفاء أو لنقل سقوط النظريات الاشتراكية و الشيوعية ، تمسكوا بالحبل الاخير للنجاة الذي يمثله لهم صدام حسين ، و جزء منهم لا زال يقاوم الموجة الخليجية بتأييده لصدام حسين ، و يسعون الى تقسيم المملكة العربية السعودية ، فهل ترى معي يا حكيم أن عرب ماركة المدن سيحبون الوحدة حبا ً في الوحدة فقط؟ أم من أجل البلاء الاسود الذي تحت أقدامنا ؟ يا أيها العجوز انظر الى جرائدهم ، انهم يتهموننا بالخيانة بسبب علاقاتنا القوية مع الولايات المتحدة الامريكية و العالم الغربي بشكل عام ، نحن اخترنا المعسكر الغربي بما يمثله من رأسمالية ، وهم اختاروا المعسكر الشرقي بما يمثله من شيوعية منهارة وانتهت للابد ، ولكن اخوتنا ماركة المدن ينسون " أو يتناسون " انه في يوم من الايام هم مدوا أيديهم للدويلة المسماه اسرائيل التي جاءت وأصبحت احدى المصائب التي لم يستطع معسكرهم الشرقي انقاذهم منها ، لقد مدوا أيديهم لها ، صافحوها ، و أدخلوها ديارهم ( السفارات ) ولكن بقينا نحن نرفض كل تطبيع معها ، ومع ذلك نتهم نحن بالخيانة و الانبطاح للغرب و يبقون هم مصدر الشجاعة و العروبة ، فعن أي وحدة عربية تتحدث ؟ سينتهي النفط خلال السنوات القادمة ، ان لم تستطع دول الخليج النهوض وايجاد مصدر آخر غيره ( كما فعلت الامارات ) فابشر يا حكيم بطول سعادة تحت ظل سيطرة عرب ماركة المدن ، و ابشر بالمصائب و الكوارث و الفقر و الذل الذي سيأتي لنا من خلال ثوراتهم التي لم تفدهم .
ان كنت حيا ً وقتها .. فاديني خبر و فرخة يا حكيم