الأحد
هل أقنع مصطفى محمود المسلمين فضلا عن الملحدين ؟
- ماذا تقرأ يا حكيم ؟
- كتاب ٌ اشتريته منذ زمن موسوم بـ : حوار مع صديقي الملحد ؟
- اه مصطفى محمود الملحد السابق
- هو بعينه ، ما رأيك به ؟
- كثير من الأدباء دخل في تجربة الشك بوجود إله وهذا أمر طبيعي يحدث لكل انسان مفكر يستخدم عقله ، و كما هو معلوم انه يحدث للادباء والفلاسفة والعلماء أكثر من غيرهم لانهم كما يقول جوستاين غاردر ( الفيلسوف هو انسان لم يستطع يوما أن يتعود على العالم ، والعالم يظل بالنسبة له شيئا غير قابل للتفسير )
ولكن معارضة المجتمع الذي يؤمن سلفا ً بأمور وحدود لا يجوز تجاوزها يجعل الكثير منهم يتراجع وهو غير مقتنع سرا ً ، وبعضهم يؤلف الكتب لإسكات الناس ، و بعضهم يؤمن بحق، والبعض الاخر يعتقد انه عاد للايمان بينما السبب الحقيقي هو الضغط الهائل الملقى على عاتقه . وإن أخذنا احدهم كمثال فإن حب الظهور وحب المديح جعل مصطفى محمود ينسى نفسه كثيرا ً في دعوته للملحدين فجاء اسلوبه خاليا ً من اللياقه ومن أدب الحوار فضلا ً عن محاولته لاستمالة الاراء المؤيدة و تحريك المشاعر لا العقول في ردوده الكثيرة ، أي انه يعطيك قناعات مسبقة عن الإلحاد ثم يريد منك أن تصدق انه يتحدث مع صديقه - الافتراضي - حوارا عقلانيا ، وفي أول فقرات كتابه ( حوار مع صديقي الملحد ) يظهر هذا الأمر لاستمالة مشاعر المؤمنين والانطلاق من مبدأ : (خير وسيلة للدفاع الهجوم ) ، وكما يقول الاستاذ نبيل فياض( كلما زادت الفكرة هشاشة، زاد إرهاب أصحابها في الدفاع عنها ) وهذا بلا شك اسلوب من يخشى النقد لهشاشة فكرته فإنك لو كتبت كلاما ً لا يرقى للمستوى المطلوب منك ككاتب ولكن فكرتك كان يؤيدها الناس ستجد المديح والتبجيل لك مهما كان اسلوبك ( مسلما ً كنت او مسيحي او ملحد ، بل شيعيا ً او سنيا ً لا يهم اسلوبك ولا قوة حجتك فالمهم هو من يؤيدك ) وهذا ما حدث مع كتاب حوار مع صديقي الملحد ، حتى لا نطيل لنأخذ جزء يسير جدا ً مما قاله مصطفى محمود في كتابه .
لن اطيل بهذه النقطة كثيرا ً لانها لا تستحق الاطاله ولكنها الوحيدة التي سأتحدث عنها، يقول : انك تتصور خضوع الخالق لقوانين مخلوقاته ، فالسببية قانونا نحن ابناء الزمان والمكان والله الذي خلق الزمان والمكان هو بالضرورة فوق الزمان و المكان ولا يصلح لنا ان نتصوره مقيدا ً بالزمان و المكان )
والحقيقة ان الفساد هو بجوابه ، فمن الذي قال لك يا استاذ محمود انك اجبت على سؤال الملحد عندما قال : من خلق الله ؟
فبقولك انه لا يجب ان نجعل الله خالقا و مخلوقا في نفس الوقت ، سنقول هات برهانك ان كنت من الصادقين ، انت تلزمنا ان لكل مخلوق خالق ، فأنا عندما أقول لك ان الكرسي له خالق ستقول الانسان ، وعندما اقول للانسان خالق ، سيكون الله ، وعندما اقول ان لله خالقا ، فبالضرورة يجب ان يكون لديك العذر لوجوده ، اذن الانسان هو خالق ومخلوق لان له اراده لكن الفرق اننا نعلم ان الانسان هو بالضرورة خالق الكرسي لكن لاعلم لنا ان الله بالضرورة هو الخالق ، ونحن نعرف بوجود الانسان لانه واقع نلمسه ، لكن الله لا وجود له امامنا ولا حتى له أثر ، فالواجب اذن عليك ان ادعيت أمرا ً أن نأتي بالفكرة كاملة لا ناقصة ، لانك وحدك من تتدعي امتلاك الحقيقة المطلقة بعكس من يقول لك اني التمس وجود الكون و الانسان لكني لا أعرف من أين أتى ، هنا هو يلقي بالكره في ساحتك ، أما من ادعى ان لديه الحقيقة المطلقة مثلك وحاول اثبات طريقة خلق الانسان ، فعليه مثلما عليك ، لا تلقي علي الفكرة ثم تقول هي في الغيب و نعجز عن معرفة مصدر وجوده ، والا لاستطعت ان اقولك لك ، هناك كائنات فضائية اعجز عن ان اتي بمصدر لوجودها .
- أيها المتمدن في زمانكم هذا بعد أن راجت في القرن الماضي نظريات الإلحاد ، دخل المؤمنون في متاهات عديدة من أجل اثبات وجود الله و للاسف انهم استخدموا سلاحا غاية في الخطورة وهو : العلم ، و اسمحلي ان استرسل في هذه النقطة خارج الموضوع . كما يعرف العقلاء ان وجود الله نعبر عنه من خلال الايمان ، والايمان بحد ذاته هو تصديق بالجنان، وقول باللسان، وعمل بالأركان ، انه الايمان باللا مرئي و الايمان بالغيب ومن كثرة تخبط هؤلاء انهم مرة يردون الايمان الى الفطرة السليمة ومرة الى العلم ، فان كانت الفطرة هي سبب الايمان فلما نحتاج لاثباته عن طريق العلم ؟ ومن يرده الى الفطرة السليمة وما شابهها ، فليأتي ببرهانه ان الطفل مؤمن بالفطرة ، لان الطفل دائما في سواء مستمر عن ماهية الله و من أين أتى هذا الرب ، من خلال منطقكم هذا يمكننا الاستدلال على أسئلة الاطفال ومنطقيتها في أننا بحاجة الى اثبات مصدر وجود الله او سبب خلقه لهذا العالم ( وهو الامر الذي عجز عنه أكبر الفلاسفة الى ان ظهرت الوجودية وقالت ان الوجود مأساة يعيشها الانسان ) . أعود لمحور حديثي ، العلم للاسف يتدخل فيه رجال الدين من أجل اثبات أمر معروف مسبقا ً فيحدثون ربكة في نفوس المؤمنين ، أي أنهم عندما يقولون ان تلك المسألة وردت في القران ثم يأتي العلم لينقضها في اليوم التالي ( لانه كما نعلم ان العلم يعتمد على مقولة : حقائق الامس خرافات اليوم ) سيحدث هذا ربكة غير طبيعية في نفس المؤمن البسيط ، لانهم تدخلوا في أمور لا علاقة لهم بها كالعلم . يقول الشيخ الراحل محمود شلتوت : لسنا نستبعد إذا راجت عند الناس فى يوم ما -نظرية دارون مثلاً -أن يأتى إلينا مفسر من هؤلاء المفسرين الحديثين فيقول أن نظرية داروين قد قال بها القرآن الكريم منذ مئات السنين .
ولقد قرأت أيها المتمدن في كتاب (تفسير القرآن الكريم) للشيخ محمود شلتوت ص 13 عن التفسير بالإعجاز العلمى قائلاً " إن هذه النظرة لقرآن خاطئة من غير شك
أولاً : لأن الله لم ينزل القرآن ليكون كتاباً يتحدث فيه إلى الناس عن نظريات العلوم ودقائق الفنون وأنواع المعارف ثانياً : لأنها تحمل أصحابها والمغرمين بها على تأويل القرآن تأويلاً متكلفاً يتنافى مع الإعجاز ولايستسيغه الذوق السليم ثالثاً : لأنها تعرض القرآن للدوران مع مسائل العلوم فى كل زمان ومكان ،والعلوم لاتعرف الثبات ولاالقرار ولاالرأى الأخير فقد يصح اليوم فى نظر العلم مايصبح غداً من الخرافات "
- لا أخفيك سرا ً يا حكيم انك تشبه مصطفى محمود في جزئية نقض العقل ثم الوثوق به ، في كتابه هذا يعترف بمحدودية عقله ثم يرى انه يمتلك الحقيقة المطلقة ، فان قلت له من اين اتيت بها ؟ قال من خالقي ، وان قلنا له من اين اتى خالقك ؟ قال لست أدري ، فأي حقيقة هذه التي لا تعرف مصدرها ، أظنك يا حكيم وصلت للجزئية التي استعان بها بالفيلسوف كانط عندما قال : اننا نعرف الله بالضمير لا بالعقل . وهو ما يخالف نص القران الذي يقول ان الله يتم الاستدلال على وجوده بالعقل ، انها حجة الغريق الذي يبحث عن نجاته وان كانت على يد الشيطان ، كل ما يذكره ويستدل به محاولة للهروب من اجابة على السؤال: من خلق الله ، فكل الاجابات كانت واحدة في المعنى : لا يجب ان يخضع الله لقوانينا . اذن يا حكيم .. لما يحاول ان يروج لفكرة غير مكتملة ؟ اني اتفهم جيدا ً محاولات البعض المستميته لاستعادة صورتهم الجميلة قبل ان تدوسها اقدام المؤمنين ... لكن هونا على عقولنا هونا .
ليس بالضرورة ان نكون ملحدين لكي نعرف كثرة التدليس و الثغرات التي يحاول من خلالها البعض الهروب من نقاط مهمة ، مؤمنين نحن ولكن لنا عقول ، لن نطبل ونزمر لكل من يناصر فكرتنا بكلام هش نش لا يغني ولا يسمن من جوع ، فاغلب الحديث كان بصورة تبجح وغرور واستعمال للاسلوب المفلس كالعادة .
.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك تعليق واحد:
(تعترف يا استاذ مصطفى بمحدودية عقلك ، ثم تتبجح ان لديك الحقيقة المطلقة)
عبارة تكتب بماء الذهب ..
صانع الساعات .. قلم في غاية الروعة .. بانتظار دررك
إرسال تعليق