الجمعة

وش بلاهم ؟

صوت الصحفي صلاح الساير المنبعث من التلفزيون يبدد هدوء المكان الذي وددت أن يستمر الهدوء فيه لولا إصرار الحكيم على مشاهدة برنامج عن ماضي الوطن ، حسبته مهتما ً بحق بما يقوله المذيع إلا أنه ..... يحك رأسه و يقلب عينيه و بيده الاخرى يمسح لحيته التي تشابه لحية العنز و أكاد أجزم أن الدهر لو أبقى لديه أسنانا ً لقطّع بها شفتيه .
تناول الريموت كنترول و اخفض صوت التلفزيون .
الحكيم : أتعلم أيها المتمدن ... لقد بلغت من العمر عتيا حتى نسيت أصلي وفصلي .
أنا : ( أًقلب صفحات الجريدة ) :
- سجل تميمي
- ماش .. مو ماشي سوقهم ، ناوي اسطو على نبي ، اختر لي نبي من أنبياء الله .
- ابد ، غير ال البيت مافي ... الخميني مهوب أحسن منك.
- ألم تلاحظ أيها المتمدن خصلة يمتاز بها شيعة آل البيت
- وهي ......
- لم أرى شيعيا ً يوما ً ليس من سلالة النبي عليه السلام ، حتى حسبت ان ال بيت الرسول لم يخلفوا الا العجم ، كلهم في ايران وسبحان الله ، وجميعهم ينقال لهم قدسه الله
- قدسه الله تنقال لكل معمم ، و لا تنسى ان 50% من الشيعة معممين ، و 99% منهم من ال البيت ، و مع اني احترمهم كثيرا ً اكثر من الصحويين لكن الخرافات وصلت لعنان السماء .
- أيها المتمدن انا هنا اتكلم عن تلك الفئات التي تحلم بالسيطرة على المجتمعات وليس كل سلفي او شيعي لان السلفي الذي يحترمني ويحترم وجودي فمن الطبيعي أن ابادله الاحترام ،على كل ٍ ، التخريف وارد في كل ملة ومذهب ، و العقلاء وحدهم من السنة و الشيعة و المسيحيين سيجدون (صرفة ) .
- عن أي صرفة تتحدث يا حكيم ؟ 1400 سنة ولا زالوا يتناقشون في مسألة مات أهلها و انتهت ، من أولى بالخلافة علي أم ابا بكر ؟ لا حل للاقليات الدينية في العالم العربي ( كالشيعة ) والاقليات في بلاد فارس ( السنة ) والا بوجود دولة مدنية لا تحتكم الى مذهب دون آخر . وليس كما يحدث في ايران و المملكة العربية السعودية من تسلط رجال الدين على الاقليات حتى حرموهم من المناصب العليا لانهم " روافض " او " وهابية " . و لك في كتاب غازي القصيبي عبرة ، "أبو شلاخ البرمائي " ، في حوار بين رئيس الولايات المتحدة الامريكية السابق رونالد ريجين و ( تميرين ) احد شخصيات الرواية :
تميرين : يا رون ! جئنا مندوبين عن الحزب الجمهوري الامريكي في المبرز
رونالد : ما شاء الله ! عندكم فرع للحزب في المبرز ؟
تميرين : فرع نشط
رونالد : ماذا عن الديموقراطيين ؟
تميرين : لا يؤيدهم الا نفرين او ثلاثة من الشيعة .
رونالد : الشيعة ؟ عساكم ما تضطهدونهم ؟
تميرين : اضطهاد ما في ، نحن لا نؤاكلهم ولا نجالسهم و لا نصافحهم ولا نصاهرهم ولا نوظفهم ولا نرد عليهم السلام ، فيما عدا ذلك هم اخواننا في الوطن و الدين .
رونالد : هذا هو التساوي بعينه .

انتهى .
اظنك فهمت المغزى يا حكيم

ليست هناك تعليقات: